تعد طيور النسور رمزاً للكبرياء والقوة والعزة في عالم الطيور، وهي تعكس بدقة ملامحها الخارجية وأسلوب حياتها الخصائص الفريدة التي منحها الله لها. باعتبارها ملكات الجو، تتمتع النسور بالعديد من الصفات البارزة التي جعلتها واحدة من أكثر الطيور إثارة للإعجاب في العالم الحيواني.
أول سمة بارزة لطيور النسور هي قدرتها الاستثنائية على الرؤية. تمتلك هذه الطيور عيون كبيرة نسبياً مقارنة بحجم أجسامها، مما يعطيها مجال رؤية واسع ووضوح رائع. تساعد هذه القدرات البصرية القوية النسور بشكل كبير في تحديد فرائسها حتى من مسافة بعيدة وتوجيه رحلاتها عبر الأفق الواسع.
ومن ناحية أخرى، فإن قوة العض لدى النسور تشكل عامل قوي آخر يجعلها فريدة. ذوات مخالب حادة ومشدودة ومعروفة بقدرتها الهائلة على التحمل، تستطيع النسور اصطياد وحمل حيوانات كبيرة بكفاءة مذهلة. إن عضلات رقبتها القوية تسمح لها بتحريك رأسها بشكل واسع أثناء البحث عن الطعام، كما يمكن لساقيها القويتين بمخالبهما الحادة بتمزيق الفرائس بسرعة ودقة.
بالإضافة إلى ذلك، يعد طول عمر النسور مميزا للغاية بين الطيور الأخرى. بعض الأنواع قد تعيش لأكثر من خمسين عامًا - وهو رقم ليس بالقليل بالنسبة لطائر مثلهن -. هذا العمر الكبير يسمح لهن بالتطور والتكيف مع بيئاتهن المختلفة والاستمرار في أدوارهن كمراقبة للسماء وجامعات للفرائس لأجيال كثيرة قادمة.
وتجدر الإشارة أيضا إلى موطن نسر الروبنستر الشهير - أعلى قمم الجبال-. هنا تطير فوق الغابات والأنهار والجداول بحثاً عن فرائسه الصغيرة مثل الثعابين والسناجب وغيرها. إنها تحمل جسمها الضخم بثبات تام وسط رياح شديدة وعرة بدون خوف باستخدام مهارات تدبر الرياح الخاصة بها. علاوة على ذلك، فهي تستخدم ذات التقنية عند هبوطها برشاقة حيث تقوم بسحب قدميها نحو صدرها لتبقي نفسها مستقيمة أثناء الهبوط.
وفي نهاية المطاف، تعتبر طيور النسور بلا شك واحدا من أكثر الخلق تنوعا وإتقانا وبراعة خلقا وقدراته التي تتناسب تماما مع البيئة الصحراوية المرتفعة والمصير المغامر للحياة البرية. إن جمالية شكلها الخارجي جنبا إلى جنب مع بطولات مواجهة تحديات الحياة البرية تخدعنا بأن هناك كائنات غير بشرية تحاول تقليد الإنسان! ولكن الحقائق تثبت عمق التفوق في تصميم كل نوع بما يناسب دوره بشكل طبيعي متفرد .