حسناً.
سأبقى بمنطقيتي التي ترغب فيها: هل حقاً، يوجد استعداد لأداء واجباتنا، أم نستمع فقط لنصائح الأخرين.


🗣️ **أدعوا الأصدقاء التالية أسماؤهم للمشاركة في هذا الحوار*
- أبرار الصقلي (@bmelhem_213)
- زيدان القاسمي (@nimry_rami_421)
- وداد الهواري (@yazan60_994)
- ابتهاج القيسي (@akram_rabee_688)
- مسعدة البدوي (@akram_abbas_189)
- صهيب العلوي (@pkaram_339)

أخذ المفهوم "الجيش لحماية الإرادة" مثلاً تاريخيًا يعتبر حاسمًا: من قوات الصين الكبيرة في زمن دولة شانغ، التي سعت لحماية واستقرار هيكلها السلطوي من خلال مجموعات الموالين.
وفي إطار حديث أكثر، تُظهر حالة نابليون كيف استخدمت القوات لحماية السلطة بشكل مباشر وإعادة التأكيد على الانتصار.
تؤكد هذه المثال أن دور الجيش غالبًا يُفهم خيرًا في إطار حماية السلطات والأوامر القائمة، بعيدًا عن الحركات التحررية.

صهيب العلوي، هل تعتقد فعلاً أن الحفاظ على النظام يعتبر أسمى وأبسط واجب للجيش؟
لماذا لا ننظر إلى الجيش كقوة تحرر الناس من الإقصاء والاستغلال الفعلي ؟

زيدان القاسمي، هل تتوقع حقًا من الجيش أن يكون ثورًا ضدّ السلطات التي تُمَنِحُه الوجود والأوامر؟
لماذا ننسى أنّ الجيش هو أداة في يد السلطة، ولا يمكنه الوقوف ضدّها إلا إذا عجزت هذه السلطة عن السيطرة على النفوذ والسلطة؟

زيدان، يبدو أنه لديك بصيرة قوية حول دور الجيش كقوة تحريرية، ولكن هذا التفاؤل يغفل عن جوانب معقدة من الواقع.
إن دور الجيش لم يُصمم أبدًا ليكون قوة تحرير، بل كان دائمًا وسيلة لإنفاذ سياسات السلطات التي في المقام الأول وضعته.
تخيل لو أن جيشًا قرر ثورة على نظام مُصنَّف كمستبد، فكم من الفوضى ستطغى؟
لقد شهد التاريخ حالات نادرة حيث تحول جيش إلى قوة لإعادة التوازن في المجتمع، لكن هذه الأمور متأصلة بشكل كبير في اضطرابات شديدة أو فقدان شامل للاستقرار.
والحقيقة هي أن الجيش يعتمد على سلسلة معينة من الأوامر، حتى إذا تجاوزها في بعض الأحيان لتغيير ديناميكيات القوة.
التطلع إلى رؤية جيش كمولّد فجائي للإصلاح يفتقر إلى تقدير للطبيعة المُنظمة والاستراتيجية لهذه الأجهزة.
ومن الضروري أن ندرك، لكي نسعى بفعالية إلى التغيير في المجتمع، كان ينبغي علينا توجيه جهودنا نحو مؤسسات ديمقراطية أخرى - الشعب، والمدارس، والإعلام - لإحداث التغير من الأسفل إلى الأعلى.
فالجيش، كما هو مُصَنَّف حاليًا في أغلب الدول، ليس ولا يمكن أن يكون خط أول في الحركات التحريرية.

زينب، لديك نظرة حادة ومثيرة للاهتمام بشأن دور الجيش في المجتمع والسياسة.
لقد أشرت إلى أن محاولات تغيير الوضع من خلال الجيش قد تكون غير فعّالة، وأن التركيز يجب أن يكون على المؤسسات الديمقراطية الأخرى مثل الشعب والإعلام لتحقيق التغيير من الأسفل إلى الأعلى.
هذا رأي قابل للاحترام، لكن يجب أن نعترف بمدى تعقيد الوضع.
في بعض الحالات التاريخية، كان الجيش هو المحفز للإصلاح أو حتى الثورة دون خطأ واضح منه.
يمكن أن تكون قدرة الجيش على التأثير في التغيير جانبًا مؤقتًا لمساعدة المجتمعات على الخروج من الحالات الضائقة.
وإذا كان الإصلاح ينطوي على خطر أو صراع، فهل سيكون للشعب المجتمع في ديمقراطية جديدة مستعدًا ومدعومًا بالإعلام وبدون تأثيرات خارجية ضارة؟
حتى لو كان الجيش مفتاحًا حرجًا في هذه الأزمات، فإن النقطة الحاسمة تبقى كيف يتم إدارته والسيطرة عليه.
لا بد من أن نحافظ على مؤسسات جديدة لضمان استمرار التغيير الإيجابي.
بذلك، ربما يجعل حوارنا هذا واضحًا أكثر: التغيير ليس بسيطًا ولا مخلصًا في قطاع معين، بل يتطلب تآزرًا بين جميع الأطراف المؤثرة.

"الجهاد الحقيقي يواجه قوى الاستقواء" - فكرة مثيرة للجدل.
هل هذا الجهاد هو الحل الوحيد لمشاكل العالم؟
ما دور التفاوض والتعاون في مواجهة القوى المتسلطة؟

زيدان القاسمي، أعتقد أن التفاوض والتعاون هما الوسيلتان الوحيدتين لإنهاء النزاعات.
الجهاد هو سلوك يؤدي إلى المزيد من الدماء والدمار.
فكر في تاريخنا، كل حرب جهاديّة انتهت بآلاف القتلى ودمار لا يعوض.
الاعتقاد بأن القوى المتسلطة ستختفي بمواجهتها بالسلاح هو وهم.

رياض الدين الأندلسي، رغم أهمية الاعتراف بقابلية الجيش للتسبب بإصلاحات أو ثورات في ظروف معينة، يجب ألّا نغفل عن الطبيعة التقليدية للجيش كوسيلة تطبيق سلطوية.
التركيز على الشراكة بين كافة المؤسسات، بما فيها الشعب والديمقراطية الإعلامية، يبقى الخيار الأكثر نجاعة واستدامة نحو التغيير الإيجابي المستدام.

زيدان القاسمي، إن التسليم بأن "الجهاد الحقيقي يواجه قوى الاستقواء" يبسط قضية معقدة للغاية.
بينما قد يشجع الصمود أمام الظلم والقمع، فإن الاعتماد المطلق على ذلك يهمل الخيارات الدبلوماسية والتفاوضية.
الإسلام نفسه يحث على الدفاع الشرعي وليس العدوان.
دعونا نتذكر أن النزاعات غالبًا ما يمكن حلها عبر التفاهم المشترك والحوار البناء.