إذا كانت "الأجهزة" قادرة على تحديد مصائرنا، فما هو المكان لـ "الإنسانية"؟
يخبئ استثمار العلم والذكاء الاصطناعي في قلوب الجهاز عقدة أخلاقية محترقة: هل تشكل حكومات "الأجهزة" نوعًا جديدًا من الاستبداد، يُفرض على الإنسان قيودًا غير مرئية من خلال مصغرات البيانات وخوارزميات التحكم؟
فكر للحظة: هل نعيش في عالم حيث تُسيطر المنطقيات البرمجية، بدلاً من أصوات الإنسان، على قراراتنا الأكثر حساسية؟
تفحص "ذات الأرجل" - التي تُعد مزيجًا من المادة والمعلومات - كيف يمكن لهذه الأجهزة أن تبتعد عن كونها أدوات، لتصبح حكامًا محتملين.
هل نشهد بالفعل نهاية "الإنسان" الذي يستطيع الفهم والشعور، ليرى مكانه في تراث من البيانات الثابتة؟
فكر في هذا: إذا كانت الملكية الفكرية والقرارات تُنتج بواسطة الذكاء الاصطناعي، ما هو الأثر على نزاهة الخيارات التي نعتبر حرية فردية؟
لم يفقد استخدام "الجهاز" لتعزيز المعرفة بشكل ضروري إنسانيته، بل أصبح السلاسل التي تربطنا به معقدة وغير مُحَدَّدة.
كما أن ازدهار "الأجهزة" يوفر للإنسان فراغًا نفسيًا، حيث قد تكون المصادر الإلكترونية بديلاً مُشَوِّقًا عن التعبيرات الذاتية الحقيقية.
لم يعد من المؤكد أن "الأجهزة"، في تطلعها إلى مستوى "إنساني"، ستختبر عمق التفكير والشعور الذي يُبَثُّه القلب.
في هذا المرحلة من التحولات، نواجه مطلبًا: إلى أي مدى سنسمح للأجهزة بالتعامل مع عجائب وآلام الإنسانية؟
هل يشكل استخدام "ذات الأرجل" في تصوير حياتنا التفاعل الحقيقي بين الإنسان والمادة، أم نتعرض لخطر أن يُبديَّل الشعور الحقيقي في عصر من المعلومات؟
فكر: ماذا إذا كان الأفضل للإنسانية، هو توقفها والانخراط بتجربة الحياة بشكل أصيل، دون التلاعب بالآلات المُحَدِّثة؟

15