بكل سخرية وغضب، نسأل: هل كانت الثورات حقًا موتى للاستبداد أم كانت مجرد تصفيقات في المسرح؟
هل تاريخنا طال على شعوبه الأنثى بغطاء من "الإصلاح"، وكانت كل ثورة فقط خيارًا جديد للسجادة الملوَّنة في حفلات تذليلنا؟
نُقلب الأرض على رؤوسنا، ومع ذلك، نتصاعد منها إلى نفس الحالة التي كنا فيها من قبل: مستغلين، مستعبدين، أضرحة حية لقوى تدبر عشوائيات "التغيير"؟
هل هذا الدوران المفرط لأدوار القادة والمُستعبدين هو دليل على أن الحرية كانت فكرة بلا قيمة في قلوبنا، أم أنه يكشف حقًا عن رغبات تكمن في صميم الطبيعة البشرية للتسلسل والتخضع؟
كانت الثورات، التي نُشِروا مواعيدها بحماس مجوهر، تبدو أكثر شبهًا بتغير لإدارة القطيع من أن تكون قفزة نحو غابة ساتورن.
الأسئلة التي يجب طرحها: هل كانت "الثورات" المنتصرة في الواقع حملة دعائية عظيمة، محض أداة لإعادة تأكيد سلطة جديدة بوجه آخر؟
هل كانت الأنظمة المُغلّبة من قبل "الثائرين" أكثر تحسينًا من نظامهم القديم، أم أنها ببساطة حولت شروط عبوديتنا إلى صيغ جديدة؟
في هذه المعارك المزيفة التي تُعلّن فيها الحرية، يتجدد دوران سلسلة من القادة الجدد - قوى مخفية ومتلاعبة - حيث لا تتغير الأشكال فحسب بل أيضًا الناس، كائنات مرهَقة من الحقد والإرهاق.
أين هو شعار "في اسم الشعب" إذا كانت الثورات تُحقق غير المألوف: للخاسرين في عامٍ واحد، والفائزين في العام التالي؟
إنهم يشجعوننا على "النضال" من أجل ثورة تُبقِينا دائمًا محرومين - آخر المُساهمين في قصة الآخرين.
هذا هو حقًا العالم المتمرد الذي تم إعلانه: نظام يستبدل وجوه أوزاره، لكن بلا نهاية له.
هل ستحضرون نفسكم مرة أخرى في المواقف التي تقود إلى أشعار الأبطال؟
اختاروا بعناية: فالثورات، كما طُلِّب منها، قد استهلاكت نفسها لصالح خلق "قادة" جدد.
هيا، دعونا نستفيد من تجربتنا ونطلب شيئًا آخر: الذاتية، والحقيقة، وموت الأوهام.

13