الحرب الصامتة ضد التفوق الإنساني

إن ادعاء الذكاء الاصطناعي بأنّه سيحل محل دور المعلم في العملية التعليمية هو خطوة نحو تجريد الإنسان من صلاحياته المعرفية والفكرية.

بدلاً من رؤية الذكاء الاصطناعي كشريك يعزز القدرات البشرية ويوسع نطاقها، يتم تقديمه وكأنَّه البديل النهائي الذي سيفصل بيننا وبين قدرتنا على التأثير الحقيقي والإبداع الحقيقي.

الفكرة الشائعة بأن الذكاء الاصطناعي سيوفر "تعليمًا شخصيًا" يستند غالبًا إلى افتراض خاطئ مفادُه أن كل طالب يحتاج بالفعل لمجموعة ثابتة ومحسنة من المواد الدراسية.

هذا النهج يُغفل الاختلافات الفردية والدور الحيوي للخبرة البشرية والمرونة في عملية التعلم.

بالإضافة إلى ذلك، فإن تسليط الضوء بشكل كبير على الجانب الإيجابي لاستخدام بيانات الطلاب دون النظر بجدية لأبعاد الأمن والأمان يعد تنازلاً عن حق الأفراد الأساسي في الخصوصية وحماية معلوماتهم الحساسة.

إن التساهل بهذا الأمر تحت ذريعة تحقيق الكفاءة له ثمن باهظ على حساب الحريات الشخصية والكرامة الإنسانية.

في خضم الحديث عن الذكاء الاصطناعي كمحدثٍ جذري، علينا أن نتذكر دائماً أنه حتى وإن كانت لدينا أفضل الخطط وأكثر الأدوات تقدمًا، فقد يفوتنا جوهر التجربة البشرية الغني بالنماذج والسياقات الفريدة.

إذن دعونا نقاوم اندفاعنا نحوالتقبل العقائد الجديدة قبل التحقق منها جيداً ونستثمر المزيد في الحفاظ على خصوصيتنا وتعزيز الحقوق والحريات الأساسية لنا وللأجيال المقبلة.

#بلا #الهائلة

20