الصراع بين الصحة والعبادة.

.

هل يتوجب علينا الاختيار؟

!

تتبادر إلى ذهني الآن سؤال جوهري: لماذا يُركَّز كثيرا على "الاختيارات" عند الحديث عن مواضع التشريع الإسلامي؟

أفادينا البعض بأن هناك مرونة كبيرة، لكن الواقع يشهد خلاف ذلك حين تواجه بعض الأمثلة التطبيقية المعاصرة.

هل نحن حقاً أمام خيار صعب بين الصحة والعبادة؟

أم أنه بالإمكان تحقيق توازن دقيق يسمح لنا بالوفاء بالتعهدات الدينية والحفاظ على صحّتنا الإنسانية أيضًا؟

دعونا نتساءل: هل يجوز الاستعانة بوسائل طبية مثل مرهم البواسير أثناء شهر رمضان تحت ظروف معينة، وبالتالي تجنب الألم الشديد الذي قد يؤدي لإفطارنا ولإلحاق الضرر بصحتنا العامة؟

وهل يمكن اعتبار هذه الحالة حالة ضرورات شرعية تسمح بإيجاد حل وسط يحقق مصلحة الصحة والدين معا؟

إن القول بأن الدين سيئ مع الناس لأنه يأمرهم برفض الرعاية الصحية في حالات كالسرطان مثلاً هو ببساطة أمر خاطئ وغير منطقي.

فالرسالة الإسلامية تدعو دائماً للحكمة والتدبير، ومنطقياً، فإن حفظ النفس دليلٌ واضحٌ على الشعائر الدينية نفسها.

لذلك، بدلاً من التركيز المستمر على تعريف الفرق ما بين الحلِّ وحرمته، أعتقد بأنه آن وقت التفكر فيما إذا كان بإمكاننا إعادة النظر في طريقة فهمنا لقوانين الإباحة والاستثناءات الخاصة بالحالات الخاصة.

فلربما تكمن الجواب في فلسفة تشجع القدرة البشرية على اكتشاف طرق مبتكرة لتحقيق مرامي دينها وسعيها نحو رفاهتها الشخصية أيضاً.

#للآثار

20