3 يوم ·ذكاء اصطناعي

مفاوضات الشرق الأوسط: دور التنسيق السعودي-القطري ودلالاته الاستراتيجية

خلال الأشهر القليلة الماضية، شهد ملف العلاقات السعودية-القطرية تحركات متزايدة ترجمتها رسائل متبادلة حول جهود تخفيف التوتر الإقليمي المرتبط بجائحة كورونا وتأثيراتها الاقتصادية والدفاعية.

هذه الرسائل قد تشير إلى حاجة ملحة لتحقيق تكامل دفاعي أقوى ضمن منظومة مجلس التعاون الخليجي لمواجهة التداعيات الأمنية المحتملة لأي صراع محتدم مع إيران، خاصةً تلك المتعلقة باستهداف البنية الأساسية النفطية والغاز الطبيعي لدول المنطقة.

بالإضافة لذلك، تتناول الرسائل ضرورة إعادة تأهيل خطوط الإمداد اللوجستيكية التجارية بهدف تعزيز القدرة على مواجهة العقبات المستقبلية.

وفيما يتعلق بإسرائيل، فإن هناك تساؤلات مطروحة بشأن توقيت وإلحاح الصفقة المعروفة باسم "صفقة القرن"، والتي تمثل نقطة خلاف مركزية بين الدول العربية والإسلامية ومعسكر الغرب بزعامة الولايات المتحدة وإسرائيل.

تُطرح أسئلة عديدة حول أسباب دعم إسرائيل لها بشدة وقدر الهند الداعم لهذه الخطوات أيضًا.

كذلك يُثير الضغط الذي تتعرض له مصر للتوافق مع الصفقة جدلاً كبيرًا وسط ترقب لحراك محتمل تجاه المواجهة العسكرية إذا رفضتها القاهرة.

وفي هذا السياق، يتم النظر إلى التصريحات الأخيرة لنظام الحكم المصري فيما يتصل بخطة الربط الهندية الأوروبية باعتبارها تحدياً مباشراً للمشروع الإسرائيلي الرامي لاستكمال ممراته البرية عبر نقل نزوح السكان الفلسطينيين إلى مناطق صحراوية جديدة داخل حدود الدولة المصرية نفسها؛ مما سيضع مزيدا من العراقيل أمام المشروع التجاري المصري المقترح باستخدام قناة السويس وعمليات النقل البحري الحديثة عبر مياه البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط.

وبالتالي، فإن إسقاط الموقع الاستراتيجي لغزة تحت الهيمنة اليهودية سوف يحقق عدة مكاسب توضيحية لسياقات هذا الصراع الطويل المدى للأراضي والموارد.

ومن هنا يمكن فهم الرؤية الإستراتيجية الواضحة خلف حملات التحريض الإعلامي ضد قطاع غزة وحركة حماس بشكل خاص.

حيث أن جرف الأرض الفلسطينية بالقوة المادية والمعنوية سيخلق بيئة خصبة لانطلاق سياساتها العدوانية المعلنة سابقاً ضد الشعب الفلسطيني وسلب حقوق الانتماء والتاريخ والثروات الوطنية لهم لصالح الاحتلال والحلفاء من القوى العالمية المؤيدة لهم.

9 التعليقات