ادفعوا ثمن حرية أبنائكم!

الحلول الرقمية تُحرّرُ المعلومة ولكنها تكبل الوسيلة؛ فهي تقدم لكِ عالمًا معرفيًّا مفتوحَ الأفقَ لكن مقابل ذلك تصبحون رهائن لشبكاتٍ افتراضية تتلاعب برغبات أولادكم وخلايا عقلهـم.

نعم، نمتلكُ قدرة الوصول بلا حدود، ونملك أدوات تفاعلية جذابة، بل حتى خدمات شخصية مبنيَّة على ذكاء اصطناعي تقدّم دعما طيبا لحاجات الجميع حسب رغبته ومعرفته.

ومع ذلك، هل نحن مستعدون حقا لدفع الثمن؟

هذه هي قضيتنا الخفية، فبينما نسعى لتحرير أفكار طلابنا، فإننا نخاطر بخسارة شيئًا ذي قيمة أكبر هو الاتصال الإنساني الأصيل.

إن سيطرت تكنولوجيا المعلومات على حياة صغارنا تشكل تهديدا خطيرا لعلاقاتهم الاجتماعية وبناء مهارات التفاوض لديهم وحل مشاكلهم بشكل فعَّال.

علاوة على ذلك، فإن الموارد المالية الضرورية لإحداث تحولات جذرية داخل نظام تعليمي قائم أصلا عفا عليه الزمان، تصبح أشبه بالحلم بعيد المنال لمن هم أقل حظا.

لكن الأخطر فيما يتعلق باستثمارنا العقلي في القطاع التعليمي يكمن في مدخلاته الدائمة للإنتاجية البشرية.

فالروبوتات والبرمجيات ترتقي بإنتاجيتها يوميا مما يقوض أسس اقتصادنا التقليدي ويترك الشباب أمام خيارات عمل معدودة وقدر محدود للحصول عليها.

إنها لعبة صفر-المجموع بالفعل إذا ما نظرنا إليها بهذا الشكل؛ فنحن إما نتغازل بفائدة مختلسة أو نواجه مصير مجهولا وشيكا.

فلنحضر نقاشا صادقا حول كيفية تحقيق الانتقال نحو مجتمع مزدهر يعترف بقيمة العلم والتطور الرقمي مع ضمان سلامة المجتمع المدني وجودة بيئة الشباب المستقبلي.

إن قرارنا اليوم سيكون له تداعيات تمتد للأجيال المقبلة.

فلنفكر مليا قبل شراء خواطر أبنائنا بسعر مقايضة حياتهم الطبيعية!

#الحيوي #listrongالانقطاع

12 التعليقات