دعونا نواجه الواقع: يبدو الحديث عن الطاقة المتجددة وكأنه مجرد حلم بعيد المنال بينما نغض النظر عن الحقائق المرّة.

صحيح أن لها مميزات أخضرّة ساحرة، لكن دعونا نسأل أنفسنا: هل هي فعلاً الحل الاقتصادي المستدام؟

إن ادعاءات التكاليف المنخفضة ليست سوى وهماً إذا نظرنا إلى الصورة الكاملة.

نعم، قد تنخفض أسعار الأجهزة الأولية بمرور الوقت، ولكن ماذا عن التكلفة التشغيلية؟

المُعدِّراتُ الثابتَة والأعطال المفاجئة؟

وماذا عن فقدان الطاقة خلال النقل والتخزين؟

هذا كلّه يُرهِق الموازنات الحكومية ويعطي الأسبقية للأعمال التجارية بدلاً من الإنفاق الاجتماعي والخيري.

وأما قضية التوزُّع المكاني، فهي وجهٌ مُقلقٌ صراحةً.

كيف لنا أن نحافظ على توازن دقيق بين الاحتياجات البشرية واحتياجات الحياة البرية وحماية البيئة نفسها? نحن لسنا الوحيدين الذين يحتاجون لأشعة شمس كريمة, ولا الملك الوحيد لقوارب رياح لطيفة.

ومهما كانت درجة حساسية المجتمعات المحلية، فلا يجوز تلبية رغباتهم على حساب كل شيء آخر.

إنها مسؤوليتنا التاريخية إيجاد طرق لاستخراج الطاقة بشكل يحترم حقوق الجميع بلا استثناء.

وفي النهاية، السياسة هي لعبة القوى والقواعد.

حتى وإن كان قلب الحكومة نقيّاً وخيرياً، ستطحن آليات السوق مصالح الشعب تحت قدميها بحثاً عن الربح الأكبر.

فهذه الآليات ليست دائماً صديقة للبيئة وللبشر أيضاً.

فلنحاول فهم الوضع بكل جوانبه السوداوية قبل الاحتفال بفجر يوم جديد مليء بالأمل الأخضر الزائف!

#المنشور #تأثير #شبكة #بشأن #الحصول

71 التعليقات