صراع الإستراتيجيات والتكتيكات: بين انتصار تكتيكي وهزيمة استراتيجية

بينما تُواصل إسرائيل تصعيد حملتها ضد قطاع غزة، تحمل التحذيرات الأمريكية رسالة واضحة: الاستمرار في نهج الحرب على المدنيين قد يؤدي إلى تحويل الانتصار التكتيكي إلى هزيمة استراتيجية.

هذه الفكرة ليست وليدة اللحظة؛ فالولايات المتحدة تعلم دروس التاريخ الحديث، حيث واجهت تحديات كبيرة في العراق وأفغانستان رغم الانتصارات الأولى.

على الرغم من تحقيق تقدم ميداني مؤقت، فإن مقاومة الشعب الفلسطيني ما زالت عالية وقوية، مما يدفع ثمنًا باهظًا للجيش الإسرائيلي حسب الاعترافات الإسرائيلية نفسها.

ومع ذلك، يبدو أن الانتصار التكتيكي ما زال خارج الإمكان لما ترتكبه القوات الإسرائيلية من مجازر وحشية ضد السكان المدنيين.

لكن الخسائر الأكبر قد تكون استراتيجية.

فعدم القدرة على تحقيق السلام أو ردع المقاومة قد تؤدي لفقدان الثقة في الجيش والدولة الإسرائيلية.

هناك بالفعل تسرب للهجرة المعاكسة للمهاجرين اليهود بسبب المخاوف المتزايدة حول مستقبل "إسرائيل".

يعكس هذا الوضع هشاشة الوضع السياسي والثقة الوطنية داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه.

وتشير الدراسات الحديثة أن شعب فلسطين عمومًا- سواء في غزة أم الضفة الغربية- يُعبّر بشكل أكبر الآن عن دعمه لحركة حماس مقارنة بالأوقات السابقة للحملة الأخيرة.

ويبدو واضحاً أن رهانات الاحتلال على كسر عزيمة الشعب الفلسطيني هي مجرد وهم، خاصة عندما تجتمع الأصوات العالمية لدعم الحق الفلسطيني ونضالات الشعب العربي ضد الظلم والقوة الغاشمة.

وفي الأخير، يبقى الأساس: الانتصار الاستراتيجي ينطوي على القضاء على إرادتنا للقتال وإجبارنا على ترك خيار المقاومة.

ولكن مثل هذه الأفكار تبدو بعيدة المنال تمامًا طالما ظل خالد مشعل وعبد العزيز الرنتيسي وآخرون من رموز المقاومة مصدر إلهام للشباب والأجيال الجديدة.

11 Kommentarer