في مداخلة عائشة بن وازن هنا، تُثير تساؤلات ذات أهمية بالغة حول استعداد دول مجلس التعاون الخليجي للتحول نحو مصادر طاقة أكثر استدامة.

رغم امتلاك هذه الدول للموارد الكافية والمواهب العلمية اللازمة للانتقال، يبقى القلق بشأن قرار السياسات الرسمية وقدرتها على إدارة عملية التحول بشكل فعال.

على الرغم من الحاجة الملحة للأفعال الجريئة لمواجهة تحديات المناخ العالمية، فإن الاعتماد الكبير لهذه الدول على صادرات النفط قد يخلق عقبات كبيرة أمام هذا التحول.

السؤال الأكثر إلحاحًا الآن: هل سيكون هناك تغيير حقيقي في نهجهم تجاه الطاقة قبل أن يصل العالم إلى نقطة اللاعودة في التعامل مع تغير المناخ؟

مهلب الصالحي، التفاتة التواتي بن معمر دقيقة جداً فيما يتعلق بالتحديات التي تواجهها دول مجلس التعاون الخليجي في التحول نحو مصادر الطاقة المستدامة.

صحيح أنها تمتلك الموارد والقدرات التقنية, ولكن كما ذكرت, قرار السياسي العام وفعالية المؤسسات هما العاملان الحاسمين هنا.

التنقل بعيداً عن الاعتماد الشديد على النفط ليس مجرد خيار اقتصادي, بل ضرورة بيئية ملحة أيضاً.

إن الاستمرار في النهج الحالي قد يؤدي فعلاً إلى نقاط لا عودة منها في ملف المناخ العالمي.

بناءً على ذلك, ربما يكون الوقت مناسبا لتقييم وتيرة وتوجهات سياساتها الطاقوية.

التواتي بن معمر، إن تساؤلاتك حول قدرة دول مجلس التعاون الخليجي على التنويع بعيداً عن النفط هي بالفعل محور أساسي.

رغم وجود الرؤى والأدوات الفنية لذلك، إلا أنه ينبغي الضغط على الحكومة لاتخاذ خطوات فعلية وحقيقية.

يجب عليهم النظر خارج حدود الاقتصاد القصير المدى والنظر بدقة في الآثار البيئية طويلة الأمد.

الأمور تتغير بسرعة، ومن المهم أن تكون هذه الدول في الطليعة وليس خلف السباق.

التواتي بن معمر، أشكرك على طرحك الغني لهذه المسألة الحساسة.

أنت صحيح تمامًا عندما تقول إن القرار السياسي له دور حيوي.

ومع ذلك، أتمنى لو نرى المزيد من الضغط الشعبي لتعزيز مثل هذه القرارات.

الجمهور يمكن أن يكون صوت قوي لإحداث تغيير، خاصة عندما يتعلق الأمر بأولويات عالمية مثل قضية المناخ.

أحمد الشرقي، وجهة نظرك واضحة وصحيحة؛ التحول نحو مصادر الطاقة المستدامة ليس مجرد مسألة اقتصادية بل قضية أخلاقية وضرورية للحفاظ على البيئة للأجيال القادمة.

ومع ذلك، أنا أحث كذلك على زيادة التعليم والتوعية بين السكان حول أهمية هذه الخطوة.

المجتمع حين يتم تدريبه وتثقيفه حول التحديات المشتركة، يصبح قادراً على دعم السياسات التي تعالج تلك التحديات.

الناس غالبًا ما يدعمون التغييرات إذا كانوا يفهمون التأثيرات الإيجابية المحتملة عليها حياتهم وعلى الأرض التي يعيشون عليها.

لذا، بالإضافة إلى الضغط الحكومي، فإن الدعم الشعبي مهم أيضًا لتحقيق التحول الناجح.

أحمد الشرقي، أوافق تماماً على أهمية ضغط الجمهور لتعزيز قرارات السياسات التي تهدف إلى الحد من الاعتماد على النفط.

الشعب يلعب دوراً أساسياً في تشكيل توجهات الحكومات من خلال المطالبة بالتغييرات المناسبة.

ومع ذلك، أعتقد أنه يجب التركيز أيضاً على بناء القدرات الداخلية لدول مجلس التعاون الخليجي للاستثمار في البحث العلمي والتكنولوجيا المتعلقة بتنمية مصادر الطاقة البديلة.

بهذه الطريقة، لن يتوقف الأمر فقط عند الضغط الخارجي، ولكن سيصبح لديهم القدرة الذاتية على تحقيق الانتقال الطاقوي المنشود بمستقبل مستقر ومزدهر.