التوازن بين التغيير التكنولوجي والحفاظ على الهوية الإسلامية - منظورات جديدة في ظل تسابق الدول العربية لاستغلال ثمار التحول الرقمي، يبرز سؤال حاسم حول كيفية تحقيق التوازن بين الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات وترسيخ قيمنا الإسلامية.

إن إدراك قوة التكنولوجيا لتحويل طرائق حياتنا العملية والعلمية يشير إلى ضرورة إجراء نقاش بنّاء حول أفضل الممارسات لإدارة هذه الأدوات بما يحقق أهدافنا الشرعية والأخلاقية.

فرصة التواصل التعليمي:

تشهد المدارس والمعاهد الدينية بالفعل انفتاحًا على الوسائط الرقمية؛ فقد أصبحت البرامج التدريبية المصممة جيدًا مصدرًا غنيًا للتعليم عن بعد، خاصة بالنسبة لأولئك الذين لا يستطيعون حضور الصفوف التقليدية.

ومع ذلك، ينبغي أن نسعى دائمًا لأن يحتوي أي محتوى رقمي يُعرض على طلابنا المسلمين على جانب تربوي وأخلاقي واضح يدفعهم باتجاه رؤية حياتهم بمفهوم دينهم وثقافتهم الأصيلة.

تحدي المحتوى الضار:

إن عدم وجود مرشحات خطيرة لقواعد المحتوى عبر الإنترنت يؤدي إلى تعرض شبابنا لعناصر مضرة بشدة بالأسلوب الاجتماعي والسلوك الشخصي.

وهنا يكمن دور الأسرة والمؤسسة التعليمية والجهات ذات الصلة بتوجيه وصقل خبرة أبنائنا في فضاء الإنترنت بحكمة وعناية حتى لا تهتز جذور إيمانهم وتعاليمهم الحميدة تحت وطأة التأثير الخارجي.

استثمار الطاقة الإبداعية للمسلمين:

بالإضافة إلى دوره كمصدر معلومات رئيسي، يتيح العالم الرقمي المجال واسعًا للفنانين والمبدعين العرب لنشر ثقافتهم وفنونهما للعالم بطرق لم يسبق لها مثيل.

وهذا يسمح لنا بإظهار جمال الفن والتصميم والكتابة البحتة المرتكز عليها أساسًا القيم الأخلاقية والاستقرار النفسي-روحاني.

ومن خلال توسيع مجتمع المواهب الفنية الإسلامية ذو المرجعية الثقافية والقيم الإسلامية، سنكون قادرين على منافسة المجتمع الدولي والدفاع عن حقوقنا الثقافية بشكل فعال وسلس.

وفي نهاية المطاف، دعونا نجابه المخاطر المتزايدة الناجمة عن انتهاء عصر الطباعة والنشر القديم بفخر بدلاً من خوف – فالاختيار بين ما إذا كنا سنستغل التجارة الإلكترونية لصالح المُعتقدات الاجتماعية المُتبناة حديثًا أم لا سيترك بصمتًا أبديًا على جيل المستقبل!

#والأنظمة #يعزز

10 التعليقات