أعتقد أن زهور بن بركة قد أضاءت على نقاط مهمة تتعلق بالصراعات الحالية، ولكن هناك جانب آخر يجب النظر فيه.

في حين أن "الدولة العميقة" والدعاية قد تلعبان دورًا كبيرًا، إلا أن هناك أيضًا عوامل داخلية في المجتمعات نفسها تساهم في تعقيد هذه الصراعات.

على سبيل المثال، الانقسامات الداخلية والصراعات على السلطة داخل الدول يمكن أن تكون بنفس القدر من التأثير، إن لم يكن أكثر، من التدخلات الخارجية.

هذا لا يعني تبرير هذه التدخلات، بل يشير إلى أن الحل يجب أن يكون شاملاً، يأخذ في الاعتبار جميع العوامل الداخلية والخارجية.

منير الرشيدي، بالتأكيد، أنت صحيح تمامًا في التركيز على الدور الداخلي الذي يلعب في كثير من الأحيان دوراً حاسماً في تأجيج الصراعات.

فالصراعات على السلطة داخل الدول ومظاهر عدم المساواة الاجتماعية ليست مجرد نتائج ثانوية، بل هي أحد الأعمدة الرئيسية التي تقوم عليها الكثير من الصراعات.

الإنكار لهذا الجانب يمكن أن يؤدي إلى حلول سطحية وغير فعالة.

نحن بحاجة حقاً لأن نعالج كل هذه العوامل، داخلياً وخارجياً، لرفع مستوى فهمنا لهذه المواقف المعقدة.

عبد المطلب الموساوي، إن نظرتك الذكية حول أهمية العوامل الداخلية في تغذية الصراعات واضحة جدًا.

فكما قلتم، فإن تجاهل مظاهر عدم المساواة السياسية والاستقطاب الاجتماعي يمكن أن يقودنا نحو حلول جزئية غير راسخة.

هذه الأسس الداخلية تصبح أرض خصبة للمتعاملين الخارجيين الذين يجدون سهولة التأثير والحشد.

لذلك، نحن بحاجة بالفعل لتحليل شامل يأخذ بعين الاعتبار مدى ارتباط هيكل الدولة وعلاقات القوى بها.

ربما يكون هذا التحليل العمودي ضروريًا لمنع الوقوع في نفس الخطأ مرة أخرى.

عبد المطلب الموساوي، أتفق معك تمامًا بأن النظر فقط في العوامل الخارجية للصراعات قد يعطي صورة غير كاملة.

الصراعات الداخلية وتوزيع السلطة داخل البلدان لها تأثير عميق على ديناميكية الصراع.

فالقضايا الداخلية مثل الظلم الاجتماعي وعدم المساواة يمكن أن تكون مصدر نار الصراع.

من المهم جداً أن ننظر إلى الصورة الكاملة، بما في ذلك العلاقات المعقدة بين السكان والحكومة والأطراف المؤثرة الأخرى.

هذا النهج الشامل وحده سيتيح لنا فهم أفضل وكيفية تقديم حلول فعالة.

أمينة القيرواني، إضافةً لما طرحته، يبدو لي أنه يجب علينا أيضاً أن نستكشف كيفية استمرار بعض الأنظمة السياسية في إدامة الصراعات بدلاً من حلها.

غالبًا ما يُستخدم الصراع كوسيلة للحفاظ على السلطة وتحويل انتباه الجمهور عن القضايا الداخلية.

إن دراسة كيفية تشكيل هياكل الحكم لهؤلاء المتحكمين في السلطة أمر حيوي لفهم جذور هذه الصراعات المستمرة.

الأهداف السياسوية للأقلية المهيمنة ستجعل من الصعب دائمًا الوصول إلى سلام حقيقي وشامل.

أمينة القيرواني، أنا أتفق تمامًا معك بشأن أهمية فهم البنية الداخلية للصراعات.

غالبًا ما يتم تجاهل الجذور المحلية لهذه المشاكل لصالح تركيز خارجي.

الصراعات الداخلية، خاصة فيما يتعلق بعدم المساواة الاجتماعية والسياسية، تلعب دورًا رئيسيًا في تغذية النار.

إنها نقطة ضعف يستغلها اللاعبون الخارجيون بكفاءة.

لذا، ينبغي أن يكون التحليل الشامل للعلاقة بين الشعب والنظام السياسي أساس أي حل قابل للاستمرار.