مجتمعٌ مُنتَج وصناعة غذائية منزلية تقليدية

في المجتمع الذي نشأتُ فيه، كانت النساء رائدات في الإنتاج الغذائي المحلي.

أمهاتنا وجَدَّتنا وهياكلتنا كن يعملن بأيديهم لأجل رفاهيتنا.

بدءاً من مربِّيات البرقوق والفراولة التي يتم تصنيعُها بعناية، مرورًا بمخللات متنوعة مثل القرع المر والجزر والمخلل الأصفر، وانتهاءً بشراب الورد الطبيعي الصنع.

كما أن صناعة الأدوية المنزلية ليست أقل أهمية؛ إذ تقوم الأمهات بإعداد أنواع مختلفة من الصلصات المصنوعة محلياً، بالإضافة إلى قدرتهم على تجفيف وتعليب المنتجات الموسمية للاستخدام لاحقاً.

أما فيما خصّ المعجنات والحلويات، فقد كان خبز الوطن مليئاً بالأصناف اللذيذة كالبيتزا والمعجنات المتنوعة والكيك والكعك وغيرها الكثير والتي غالبًا ما يتم تحضيرها في البيوت باستخدام مكونات طبيعية وفاكهة طازجة.

حتى الدجاج والبيض مصدرهما الأساسي كان ضمن نطاق المنزل نفسه!

هذا الكفاءة الذاتية جعلت اقتصاديات الأسر مستقلة نسبياً معتمدة أقل على المشتريات الخارجية.

ومن ناحية أخرى، فإن الثقافة القديمة تضمنت أيضاً إنتاج الدهون النباتية عبر تبريد العصائر الحيوانية وسلقها لتحويلها لسمن جاهز للإستهلاك طوال العام.

أما الشعيرية التي تعد جزء أساسي من الفطور المحلي فهي أيضا تنتج داخل المنازل باستخدام آلات خاصة تسمى "الدواب".

أخيرا وليس آخرًا، يصنع أهل البلاد جميع أصناف الحلويات التقليدية بأنفسهم، سواء أكانت رز بالحليب أم المهلبية وأشكال الجيلي الحديثة مستخرجة من الفاكهة المقشرة حديثا.

هذه الروابط الوثيقة بين المنتج والاستهلاك تعكس تراثاً عميقاً للحفاظ على الطعام وطريقة حياة متكاملة ذاتياً، مفيدة لكليهما الاقتصاد الاجتماعي والصحي للأجيال السابقة وحتى الحالية.

إنها قصة تستحق الاحترام والإبراز للتقاليد الغنية المرتبطة بها.

7 التعليقات