الثورة تبدأ من الحمّام: كيف تحولت سياسات الطاقة إلى تحدٍ ثقافي

في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية الناجمة جزئياً عن الحرب في أوكرانيا، وجدت الدول الأوروبية نفسها تواجه قرارات صعبة بشأن استخداماتها للطاقة.

بدلاً من الاعتماد على النفط الروسي، طُلب من المواطنين الفرنسيين الحد من استهلاك الماء بغرض خفض استهلاك الغاز - وهو تدبير قد يبدو مثيرا للسخرية لكنه انعكس بشكل كبير على المشهد السياسي والثقافي داخل أوروبا.

هذا القرار ليس مجرد إجراء اقتصادي بل هو انعكاس لأزمة عميقة تتمثل في الخوف من اختلاف الثقافات والأديان.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وصف الإسلام بأنه "يعاني حاليًا من أزمة"، وهي رؤية تتوافق مع نظرية المؤرخ الأمريكي صامويل هانتنجتون حول "صراع الحضارات".

ومع وجود مجتمع مسلم متنوع في أوروبا، هناك شعور متزايد بعدم الارتياح تجاه الأفراد الذين يحافظون على معتقداتهم وعاداتهم الخاصة.

إن رهاب المسلمين (Islamophobia) الذي ظهر مؤخرًا بسبب مسائل حساسة كاللباس والتغذية الإسلامية يشير إلى حالة أقل ارتباطًا بالإسلام وما أكثر منه علاقة بالقلق الداخلي للغرب حول قدرته على التأقلم مع تعدد الثقافات والاختلاف.

هذا النوع من التفكير يؤكد هشاشة القيم الغربية وكيف أنها غير قادرة على منافسة قيم شرق آسيا والإسلام عالميًا.

بالتالي فإن الاستفزازات السياسية لهذه المسائل تعتبر دفاع ذاتي ضعيف وليس إلا نتيجة طبيعية لهذا الشعور بحالة الإنذار الأحمر الكامن تحت سطح العالم المعولم اليوم.

إذاً، بينما نقوم بشطف أجسامنا مرة واحدة أسبوعيًا وفقًا للنصائح الحكومية الأخيرة، فلنضع أيضًا نصب أعيننا الانعكاسات الأكبر لهذه السياسات وكيف تتجاوز حدود الصحة العامة نحو أرض خصبة للأيديولوجيات

#p16اسأل #ورشات #قصيرp

5 التعليقات