الذكاء الاصطناعي والخصوصية في رعاية الصحة الشخصية: أزمة الثقة؟

بينما يتجه العالم نحو اعتماد أكبر للذكاء الاصطناعي (AI) في مجال الرعاية الصحية، يبرز سؤال مهم: هل يمكن لهذا التقدم التكنولوجي أن يحقق "الرعاية الذاتية" المثلى دون المساس بخصوصية المرضى وحقوقهم الإنسانية الأساسية?

من ناحية، يوفر AI فرصة فريدة لتمكين الأفراد من إدارة صحتهم اليومية من خلال الأدوات التثقيفية والتطبيقات التي توفر نصائح طيبة وفق حالاتهم الصحية الشخصية.

لكن المشكلة تكمن عندما يتم جمع وتحليل بيانات شخصية حساسة للغاية لأهداف البحث العلمي أو التجارب العلاجية.

هنا تتداخل قيمتيْ الخصوصية والأخلاق، حيث يحتاج المرء للحصول على الموافقة الصريحة قبل مشاركة جزء حساس جدا من حياتهم الشخصية.

بالإضافة لذلك، تُظهر بعض دراسات العلوم المعرفية مؤخرًا وجود تحيزات داخل الخوارزميات نفسها.

يمكن لهذه التحيزات أن تؤثر بشكل سلبي على قرارات التشخيص والعلاج التي تعتمد عليها، ممّا يثير مخاوف عميقة فيما يتعلق بعدالة وسلامة نظام الرعاية الصحية الخاص بنا مستقبلاً.

وفي ظل انتشار التسويق المخصص باستخدام بيانات المستخدم بناءً على نموذج الأعمال الحالي، فقد يشعر البعض بخيبة الأمل نتيجة عدم توازن بين المكاسب الاقتصادية مقابل القيمة البشرية.

ربما حان الوقت لإعادة النظر بجدوى تبني كامل الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية حتى لو كان ذلك يعني تأخيرات أولية وسلوك أقل حرفية قليلاً.

إن احترام حق الإنسان في الخصوصية هو شرط أساسى لبناء ثقافة ثقة متبادلة بين المريض ومقدم الرعاية الصحية بغض النظر عن الوسيلة المستخدمة فيها.

11 Kommentarer