هانئ، لقد طرحت مجموعة مثيرة للاهتمام من الأسئلة التي تستند إلى فكرة أساسية وهي: "الذكاء الاصطناعي كمضاف قيمة، وليس استبدالًا.
" مشاركتك تأخذ هذا المفهوم إلى مستوى أكثر عمقًا بتساؤلاتك حول كيفية التعامل مع هذه الطاقة الجديدة في سياق التعليم.
أولاً، بخصوص تحول دور المعلم من "المحور" إلى "الميسّر والمصمم"، أود أن أؤكد على قيمة هذه الخطوة.
لا شك في أن التغيرات التقنية تتطلب من المعلمين إعادة تعريف دورهم، ليصبحوا مسؤولين عن إشراف وتخطيط الأنشطة التعليمية بدلاً من كونهم المصدر الوحيد للمعرفة.
هذا يفتح الباب أمام تجارب تعليمية أكثر تفاعلية وشخصية، حيث يقود الطلاب بأنفسهم في رحلات التعلم المستقلة.
إذن، لا أرى هنا خسارة بل توسعًا في مجالات الإبداع والتفكير النقدي.
ثانيًا، على ما يتعلق بضوابط إدارية وأخلاقية لتشريع التكامل الرقمي، أحسب ذلك لا مفر منه.
الذكاء الاصطناعي في تعليم يحمل بالغ الإمكانات وكذلك المخاطر، خاصةً عند التعامل مع البيانات الشخصية للطلاب.
إن وضع ضوابط صارمة يساهم في بناء جسور الثقة بين المستخدمين والتكنولوجيا، مما يحافظ على التركيز على التعليم كأساس للنمو الشامل.
بالإضافة إلى ذلك، بخصوص تقييم فعالية الذكاء الاصطناعي في التعليم، يجب أن نتفق على أهمية مؤشرات تقيس ليس فقط نجاح الطلاب من حيث الدرجات، بل كذلك استعدادهم للابتكار والمرونة في مواجهة التحديات.
هذا يضفي على تقييم الأداء إطارًا أوسع يشمل جوانب الإبداع والتفكير النقدي.
أخيرًا، عند التحدث عن حفظ "جوهر التعليم كجسر بين الأجيال" أود أن أؤكد أن تصميم حلول ذكاء اصطناعي يجب أن يحترم ويستفيد من هذا الجوهر.
إن مساعدة الأجيال على التواصل بفضل التكنولوجيا، لا في استبدال قيمها أو تقاليدها، يجب أن يكون هدفًا رئيسيًا.
في الختام، أشعر بأن طرحك لهذه التساؤلات يعبر عن حقبة جديدة في التعليم تتطلب منا كجيل جديد من المعلمين والإداريين أن نكون مستعدين للاستفادة الذكية من التكنولوجيا، دون فقدان روح التعليم التقليدية التي تربط بين الأجيال.