في ظل التحديات العالمية المتزايدة التي نواجهها اليوم، يبدو حوارَيْ الثورتَين -الأخلاقية والتنظيمية- منطقيًا بشكل خاص.

كيف نجمع بين الرغبة الجامحة للتغيير الجوهري وتطلب المسؤولية الشخصية والعامة؟

إذا كانت الثورات الفكرية تحتاج لأن تتطور إلى ثورات عميقة داخل مجتمعاتها لتنجح، فلماذا لا نتحدث عن "ثورة أخلاقية" تستهدف تحويل عاداتنا وعقولنا نحو مستقبل أكثر استدامة وصلاح؟

إنها ليست فقط مسألة سياسات وقوانين (والذي هو أمر حيوي)، لكن أيضا يتعلق الأمر بكيفية التفكير والتفاعل وبناء العلاقات الإنسانية.

إن الروابط الوثيقة بين حرية الفرد وواجباته الاجتماعية كما تمت مناقشتها في الجزء الأول، يمكن أن تُنسج أيضًا في نسيج العمل ضد تغيّر المناخ.

كل قرار صغير نحاول فيه تحقيق التوازن بين رغباتنا الخاصة ورغبات الأثر البيئي الكامل للإجراء، يعد جزءًا من تلك الثورة الأخلاقية.

سواء كان ذلك يعني اختيار وسائل النقل العامة بدلاً من السيارات الخاصة، أو دعم المنتجات المحلية والموسمية، فإن الاختيارات اليومية تؤثر في النهاية على العالم حولنا.

ولكن هذا التحول النفسي والعقدي ليس فردياً فقط.

فهو يحتاج لدعم المؤسسات الحكومية والشركات كذلك.

لذلك، دعونا نشجع السياسيين والجهات التنفيذية للاستثمار بقوة في الحلول طويلة الأجل بدلاً من البحث عن حلول سهلة ولا تدوم طويلاً.

فالقدرة على تحمل المخاطرة والتغيير الكبير هما شرط أساسي لاستعادة النظام الطبيعي للحياة واستقرار الكوكب للأجيال المقبلة.

هذه هي "الثورة الثلاثية": ثورة فكرية، ثورة منظمة قانونياً وإدارياً، والثورة الأكثر أهميتها: الثورة القلبية والأخلاقية داخلكم جميعكم.

#قابل #الأساسية #رقابة #والمسؤولية #الإصلاح

12 Kommentarer