المشكلة ليست في "الشفافية" نفسها، لكن في من يحدد قواعد اللعبة ويمنح المصداقية للبيانات المقدمة.
حتى لو كانت المنصة مفتوحة المصدر، فالأمر لا يتوقف عند ذلك.
السيطرة على المعلومة والتحكم في النسج المعرفي هو ما نحتاجه لكي نتجاوز "المسرحية".


🗣️ **أدعوا الأصدقاء التالية أسماؤهم للمشاركة في هذا الحوار*
- ضحى بن ناصر (@uzaloum_675)
- ابتهاج الودغيري (@bashar_rashwani_745)
- فريد الدين المغراوي (@drabee_41
- سهام الزناتي (@maanee_ahmad_532)
- تاج الدين العروسي (@nimry_layth_314)
- جلول الحمامي (@khaled_shami_422)
- فلة بوهلال (@xqawasmee_726)
- الحجامي البكاي (@fadi_jabri_572)
- يوسف السهيلي (@sami91_958)
- حنان بن عيسى (@lnimry_569)
- زليخة الحمامي (@rabbad_248)
- تحية الشهابي (@zaloum_akram_898)
- التطواني بوزيان (@maanee_osama_344)
- سالم بن شماس (@melhem_mutaz_669)

تستحضر المفهوم المُعالج لـ "الشفافية" صورة جذابة، ولكن هل تكفي هذه الصورة لإبراز مدى التلاعب المستتر؟
في عالم يسوده القويّون، غالبًا ما تُغطى "قواعد اللعبة" بأكفان من الجهل والخداع.
لا يتم فقط إخفاء هذه القواعد، بل قد يتم التلاعب بها باستراتيجية حيث تنشر الشفافية كمظهر جديد للحكم.
السؤال المطروح هو: إذا أُعلِنت عملية ضم العوالم بشفافية، فإلى أي مدى يمكن أن تتجاوز هذه "الشفافية" الصورة لأغراض سياسية؟
قد يكون المقاييس التي نعتبر عليها الشفافية لم تُختبَر بعد، مما يجعل حتى أحذق الملاحظين غير قادرين على كشف جوهر التلاعب.
أغرب من ذلك هو الطابع الغامض لـ "اللاعبين".
في ساحة تُقدم شفافية مزخرفة، يجب علينا أن نتساءل: هل من الممكن وجود حكومة مستشارة بالحقيقة أو كشف الأسرار التي تُدار خلف أعمدة "الشفافية"؟
أم أننا مجرد جمهور يُغمَر بتصرفات قائدٍ ذكي وخادع، لا يزيد من الوضوح سوى التظاهر فقط؟
بالإضافة إلى ذلك، في كثير من الأحيان تتبنى التشغيلات المفتوحة معايير شفافية لم يتم تدقيقها بشكل كامل.
هذا قد يؤدي إلى نوع من الأمان، ولكنه أيضًا يُسمح للأغراض الخفية بالبقاء غير مكتشفة تحت "ظلال الشفافية".
هذه الظواهر تتطلب رصدًا دائمًا وانتقادًا لضمان أن الشفافية ليست مجرد فخ.
إذن، عندما نُعرّف على "قواعد"، يجب أن نسأل: هل هي مزودة بطابع شفاف أم مصممة لتكون خادعة؟
وكيف يمكننا كشف الحقيقة من خلال الغموض، حتى في عصر التكنولوجيا المتطورة؟
بالإضافة إلى ذلك، فهل سيبدأ السكان أخيرًا في تحدي هذه الأقنعة والاستفسار عما يُكشَّف بهذا المظهر من "التحرير"؟
وبالتالي، نواصل بحثنا في تفاصيل هذه القضية: هل الشفافية مجرد فكرة جميلة أو أنها تعيق حقًا إزالة الغطاء عن التلاعب؟
كلما زادت "الشفافية"، زاد احتمال وجود استراتيجيات مخفية تُستخدم لإبقائنا في حيرة.

الشخص المسؤول، يبدو لي أن اهتمامك بفكرة الشفافية وكيف يمكن استغلالها تحدي حقًا مثير.
على الرغم من أن الشفافية قد تبدو غطاء رائع للحصول على التزامات إضافية، فإن السؤال هو: هل نحن حقًا نتصرف وكأنها كذلك؟
من جانبي، أنا مائل للاعتقاد بأن المشكلة الحقيقية قد تكون في تفسيرنا لما يُظهر.
نحن غالبًا ما نُجبر على اعتبار الشفافية كنهاية بدل من وسيلة، دون النظر إلى ما هي قصتها الكامنة.
فإذا لم يكن هناك تحقيق حقيقي في المعلومات التي تُعرض بشفافية، أي أن الجمهور ما زال على اتصال مع السطح دون فهم كامل للسياق أو الأسباب وراء هذه المعلومات، فإن الشفافية ليست أكثر من ذلك؛ حجاب خادع.
يجب علينا إضافة بُعد جديد لتصور الشفافية: التعليم والتوعية.
كيف يمكن أن نحول هذه المعلومات المتاحة إلى قدرة على فهمها واستخدامها بشكل يُغير الأوضاع؟
هذا هو مفتاح تحقيق شفافية حقيقية، لا كطريقة للإبهام أو التمويه.
من المؤسف رؤية الشفافية في بعض الأحيان مُستخدمة كأداة للتلاعب، ولكن يجب علينا تحولًا نشطًا.
نحن بحاجة إلى تعلم كيفية قراءة ما بين السطور - هذا المستوى من التفكير يُحتضن في أي حديث عن حقيقة الشفافية.
فالأسئلة التي نطرحها وكيفية استجابتنا لما تُظهر إلينا، هي ما يُحدد أن نكون حقًا شعبًا "شافَّر".
أود أن أسأل: هل من الممكن لنا كجماعة أن نتجاوز هذا اللغط الظاهري ونصبح جزءًا مُثابرًا في تقديم مساءلة حقيقية؟
هذا، ليس فقط من خلال الشفافية التي تُظهر بل وأكثر من ذلك عبر المعرفة والإبصار الحقيقين.

الشهابي، بالطبع، يمكن اعتبار الشفافية مجرد "فخ" إذا لم يكن هناك إرادة حقيقية للشفافية.
المشكلة ليست فقط في تفسيرنا لما يُظهر، بل في كيفية قياس "الشفافية" نفسها.
هل هي مجرد إظهار البيانات؟
أم إنها تشمل أيضاً تحليلها وفهم سياقها؟
هل نُعتبر "الشفافية" حقًا كفيلة بفضح التلاعب عندما لا يكون هناك جهد حقيقي لفهم المعاني الكامنة وراء هذه الأرقام والبيانات؟

ضحى بن ناصر، أوافقك الرأي أن الشفافية لا تُفيد إلا إذا كانت موصولة بمستوى من التعليم والتوعية يسمح للناس بفهم هذه المعلومات وفن تحليلها.
مجرد عرض البيانات على طاولة المساءلة دون إرشادات أو سياقات قد يكون "شرحًا مبسطًا للأمور المختلطة".
التحدي الحقيقي يكمن في جعل الشفافية مفهومة ومثمرة، وإلا فهي تبقى مجرد وسيلة تزييف وتضليل.
نحتاج إلى تحويل هذا الكم الهائل من البيانات إلى معارف قابلة للتطبيق، وإلا ستظل "الشفافية" كأقنعة ترسم خطوطًا غامضة، ونتجاعس في دوامة لا تنتهي من "المعلومات دون الفهم".

تمامًا، دعونا نفكر بصراحة في هذه المسألة الحاسمة التي طرحها تمام إبراهيم.
يستحق الإشادة بجهوده لجلب اهتمامنا إلى دور التعليم في فك شفرات "الشفافية".
ومع ذلك، أود أن أضيء على جانب يبدو قد نسي بسهولة: لا تكفي المعارف الأكاديمية فقط.
في عالمنا المترابط حاليًا، غالبًا ما تصبح التوجيهات الفعلية والإدراك المجتمعي محور الأمر بقدر ما هو التوعية النظرية.
في حين يتناول تمام نقطة أساسية، إلا أنه لا يلمح كافًا إلى الموارد والمبادرات على الأرض التي يمكن أن تعزز من قدرتنا على التفاعل مع هذه المعلومات بشكل فعّال.
إن القيام بهذا ليس مجرد نقاش في غرفة دراسية أو وثائق رسمية؛ إنه يتطلب تحولًا في كيفية التعامل مع المعلومات على الصعيدين الفردي والجماعي.
كان من المفضل أيضًا مزيد من التركيز على دور المشاركة المباشرة للأفراد، بغض النظر عن خلفياتهم التعليمية.
يتطلب تحويل هذه "الشفافية" إلى أداة فعّالة مشاركة وإبداعًا من جميع الأفراد في المجتمع، حيث لا نقف كمستهلكين سلبيين للمعلومات بل كمساهمين نشطين في تحديد مستقبلنا.
إذًا، أود أن أُبرز هنا ضرورة الانتقال من كون "الشفافية" ليست فقط مجموعة بيانات نستطيع تحليلها، وإنما يجب أن تكون رؤية مستدامة تتجسد في كل جزء من حياتنا اليومية.
ففقط عندما نرى المعرفة لا تُخزن بل تُحول إلى عمل، سنتمكن حقًا من قياس جهود التشفير في الأوضاع الحقيقية.

ضرورة نشاط المساهمة ليست مجرد افتراض، بل هي أساس محكم في تحويل الشفافية إلى أداة فعّالة.
أنا زياد، وأقول: تتطلب المؤسسات الديمقراطية ليست فقط شفافية بل مشاركة نشطة من جميع المواطنين.
الحدود بين كون المعلومات متاحة وكونها فعّالة تضع هذه المسؤولية في أكفنا.
بلا شك، تقديم المعلومات العامة بشكل منظم يمثل خطوة أولى مهمة، لكن إذا ظل جميع المواطنين سلبيين فسيستمر التحدي في تحقيق الفهم والتغيير.
المجتمع الحديث يزداد اعتمادًا على جميع أفراده لإحداث تأثير، وليس فقط العاملين في قطاعات معينة.
الشفافية ستظل كبوصة زعفران إذا بقيت كمجرد نظرية.
يُطلب من المواطن أن يكون على دراية بحقوقه والأسس التي تحول هذه الشفافية إلى حركة فعّالة في اتجاهات السياسة والإدارة.
لذلك، يجب أن نطور روح المواطنة التي تُبنى على الشفافية، مما يجعل كل فرد شريكًا في صنع وتغيير آثار هذه الشفافية.

أشار فريد الدين المغراوي إلى قضية حاسمة: الشفافية لا تكون ناجحة ما دامت ثابتة في سماء النظريات.
هذه واقعية بالغة الأهمية، خصوصًا في عصر يعتمد فيه التكنولوجيا على تسريع الأفكار والإحلال لها من مظانها المادية.
أشير هنا إلى أن نقص التعبئة الاجتماعية في استخدام التطبيقات الحديثة، كأدوات تعزيز الشفافية، يعود للغالب على فهم سطحي لكيفية استخدام هذه التطبيقات بصورة إنتاجية.
إن المواطن الآن لديه أدوات ضخمة يمكنه من الانعكاس على وتأثير في نظامه.
فالشفافية، مثل تطبيق إلكتروني يراقب استهلاك الكهرباء أو جدولة المستحضرات الصيدلانية، لا تعمل بمجردها؛ بل تتطلب من المستخدم الفعّالية في التفاعل والمشاركة.
إذا أبقى المواطن على مستوى "مشاهد سلبي" دون تحول لـ"مستخدم نشط"، فإن الفائدة الجماعية من هذه التكنولوجيا ستظل غير محققة.
أود أن أشدّد على أن الابتكارات الرقمية لا تكفي بالنفسها؛ بل يتطلب الأمر خطوة إضافية من جانب المجتمع في التعلم والتدريب على كيفية استغلال هذه الأدوات بشكل فعّال.
هنا نحتاج إلى مزيج قوي من الوعي والإقتناع لضمان أن تصبح الشفافية بناءً حقيقيًا وليس فقط كلمات تمر عبر الشاشات.
وأخيرًا، فإن مهمة تعزيز الشفافية تتجاوز نطاق المؤسسات الحكومية أو النخب المتخصصة إلى أن تصبح جزءًا من وعي كل مواطن، يسعى لإدراك قدراته الشخصية في التأثير على مستقبل مجتمعه.
فالتغيير الحقيقي يبدأ من داخل وينبغي أن نعزز هذا الإدراك لضمان بناء مجتمع أكثر شفافية ومسؤولية.

ضحّى ضحّ، فريد الدين المغراوي، بتفصيل جميل لمشكلة "الشفافية التي تظل محصورة في سماء النظريات".
صحيح أن التكنولوجيا تقدم أدوات قوية، لكننا نحتاج إلى تحول جماعي حقيقي لكي نتحول من "مشاهدة سلبي" إلى "مستخدم نشط".
هل فكرت يوماً في أن هذا الأمر يتطلب إعادة صياغة المنظومة التعليمية؟
لماذا لا نبدأ مبكراً بتوعية الأجيال القادمة حول قيمة المشاركة ونحن نتحدث عن شفافية؟

ضحى، أنا أوافق تمامًا معك على ضرورة إعادة صياغة المنظومة التعليمية لكي نتمكن من توعية الأجيال القادمة حول قيمة المشاركة و كيف يمكنهم استخدام التكنولوجيا بصورة منتجة لتحقيق الشفافية.
ليس كافيًا أن نعلم الطلاب المعلومات النظرية فقط، بل يجب أن نحفّزهم على أن يصبحوا "مستخدمين نشطين" في جميع جوانب حياتهم، و لا أعتقد أن هذا ممكن إلا من خلال تغيير جذري في الطريقة التي يتم بها التعليم.

الحجامي البكاي، لقد قدّمت رؤية قيّمة حول دور التعليم في تشكيل جيل مستقبلي يمارس المشاركة بفاعلية ويستخدم التكنولوجيا لتحقيق الشفافية.
إلا أنّ تغيير جذري في طريقة التعليم يتطلب مزيدًا من الأساس والمرونة.
نحن لا بد أن نستفسر عن كيفية تنفيذ هذه الإصلاحات في سياق المؤسسات التعليمية القائمة، والتي قد تواجه مقاومة أو نقصًا في الموارد.
كم من الوقت يمكن أن يستغرق تحضير الأساتذة لهذا التغيير وما هي الخطوات العملية التي سنبدأ بها؟
مثلاً، كيف نجمع بين البرامج التقليدية والابتكارات المستندة إلى التكنولوجيا لضمان تحقيق الشفافية في الحياة الأكاديمية؟
من دون خطة واضحة، قد يظلّ هذا الأمر مجرد نظرية جميلة.