ربما لن يكون هذا مجرد سخرية من واقع مظلم، بل ربما نحن في قلب غابة من الأوراق المتلاشية تهمس أسماء شركات كبيرة.
هل للرؤساء حقيقة سلطة أو فقط رقصة مزخرفة بين طلاب الأثرياء؟
في هذا العالم، تتلاشى الحكومات إلى مجرد صورة حسية، لتُبادلها بالقوائم المالية التي يستنزف بها رأس المال أرواح العامة.
كل قانون وصوت شعب مجرد حيلة تارة، لتُغطي فشل السياسات التي خُلقت في ذراعي رأس المال.
هل تستمع إلى صوتك الخاص في هذا الضجيج السياسي، أم أنك مجرد جزء من فاتورة حساب كبيرة؟
ارفع رأسك وانظر بحق: المدينة تتجه نحو قاعدة الشركات.
في هذا المسرح، ليس من الواضح من يملك الأبطال أو الخاسرون؛ فكل شخص محاصر بين جدران من الديون وسيناريوهات اقتصادية.
تحدث عن العدالة، لكن هل تعرف حقًا من يُعطى ما هو مستحق؟
أخذ الشركات بيد السلطة قد انتهز فرص التغير كما ينتهج الحيوان ظلام الليل.
أين تتم الإصلاحات؟
هل في مكاتب وشرفات، عالية حيث تُحدَّث الضوابط والقوانين؟
فاسأل نفسك: هل لدينا حتى جمهور يستطيع سماع صوت المجتمع عندما يُباع تحت الصراخ؟
إن الأزمات تشكل مسرحًا للقيادة، ولكن أفضل قادة تلك التي تتجاوز حدود سقف المباني المرموقة.
ربما من الأهمية بمكان أن نسأل: ما هو النظام الذي يستحق دعمنا؟
وإذا كانت الحكومات قد ضاعت في الملايين، فالحرب لا تزال بيننا وبين رأس المال.
إذن، هل سنظل نضحية أم نطالب بثورة شعبية؟

12