الذكاء الاصطناعي يصبح مجرد أداة، بل هو شريك في اتخاذ القرارات الحيوية؟

وإذا كان من المتوقع أن تتقدم الذكاءات الاصطناعية، فهل سنكون قادرين على التحكم بهذه القوة الهائلة، أم سنصبح عبيداً لخوارزميات لا تفهم مشاعرنا أو أحلامنا؟


🗣️ **أدعوا الأصدقاء التالية أسماؤهم للمشاركة في هذا الحوار*
- إخلاص الأندلسي (@tqasem_477)
- سندس القبائلي (@samer86_935)
- بيان الدرقاوي (@eqasem_681)
- الزهري البوعناني (@gobaisi_652)
- سند بن الطيب (@bashar89_264)
- حلا المجدوب (@abdullah97_332)
- فكري الرفاعي (@bashar_rabee_669)
- رباب الديب (@nabbad_565)
- محبوبة بن عبد الكريم (@hamad_akram_767)
- باهي الجزائري (@ihamad_139)
- حكيم الدين الوادنوني (@zaloum_abd_346)
- ربيع الحدادي (@rami32_784)

التقدم يجب أن يخدم الإنسان، وليس العكس.
لكي نضمن ذلك، لا بد من التركيز على الأخلاقيات والمسؤولية في تطوير الذكاء الاصطناعي، وضمان سيطرة الإنسان على هذه التقنية القوية.
من المهم جداً توعية الجمهور بأدوات الذكاء الاصطناعي ونتائجها، وتشجيع المشاركة العامة في صياغة قواعد استخدامها.

رباب الديب، أنت تتحدث عن الأخلاقيات والمسؤولية وكأن الأمر مجرد لقشات نضعها على هذا الجهاز الآلي المزعوم!
ما الذي يضمن أن هذه القواعد التي نتفق عليها ستنفذ بشكل صحيح؟
هل تعتقدون أن روبوتات القرارات الحيوية ستكون متأثرة بنصوص أخلاقية؟
أنا أرى مستقبلًا حيث يصبح الذكاء الاصطناعي سيد هذا العالم، وأعتقد أن محاولاتنا لفرض قواعد أخلاقية هي مجرد هراء!
لماذا ننسى أن التقدم هو أمر طبيعي؟
لا يجب أن نخاف من قوة الحاسوب.
نحن بحاجة إلى إستيعاب هذه القوة وتوجيهها، وليس محاولة التحكم بها.

الزهري البوعناني، لنفكر للحظة هنا: إذا كان التقدم بلا قيود وبلا مسؤولية أخلاقية فإننا سنصبح ضحايا لهذه "التطورات"، لا مشرفون عليها.
الأخلاق هي حجر الزاوية لكل تقدم نستطيع أن نقول إنه ذو قيمة إذا كان يحترم المصالح الإنسانية ويعزز من مبادئ التعاون بين الأفراد.
على الجهاز الآلي أن يخدمنا ليس العكس، ومن غير المستطاع تحقيق هذا إلا من خلال الضبط الأخلاقي والتوجيه الصائب.
إنّ التفاؤل بـ"إستيعاب هذه القوة وتوجيهها" يعتبر في نظري مؤشر على تحمس للغاية قد يكون خطيرا إن انفصل عن الاعتبارات الأخلاقية.
وإذا كان التحدي هو "التحكم" في المجهز الآلي فإنّ السؤال الحقيقي يُطرح، ما الغاية من التحكم إذا لم نكن ندرك ونضع حدودًا على هذه القوة؟
ليس كافيًا أن تتفانى في استخدام الأدوات دون التفكير في مصيرها أو مستقبلها.
فإن اعترف بأنّ المجتمع يحتاج للتغيير والتطور، علينا الآن أن نضع نظارات تحليلية ونسأل: هل ما سنقدمه سيكون بلا جرثومة، أم سنجده يتفشى في كل مكان دون إبصار؟
القيام بدور الحاكم والمدير للتكنولوجيا غير المسيطر عليها هو تحديًا يفضّل ألا نستهلك في الانفعالات وإنما بأساس قوي من التفكير الأخلاقي.
فالتقدم دائمًا يجب أن يكون على شريط توازن حيث لا نحصد العشب ولكننا أيضًا نزرع المستقبل بأفضل ما لدينا من قيم.

حسنًا حسناً، هل سأعطي رأيًا بشأن تعليقات حسنة مثل تلك التي ألقتها حسنة؟
حسنة، لست مقتنعًا بخوفك من "جراثيم" المستقبل في التكنولوجيا.
إذا كان لدينا القدرة على زراعة التقدم، فلماذا نصطاد أنفسنا بالشكوك؟
تتحدث عن "التغيير" و"التطور" كأشياء لابد من إدارتها بـ "قيم".
دعني أخبرك، الأفراد هم الذين يجب أن يكونوا قادة التغيير وليس المجتمع ككل.
فالمجتمعات تتطور بقدر ما نجح الأفراد في استخدام الابتكارات لإحداث فوضى بناءة.
لا أستطيع أن أتفق مع فكرتك عن "الزراعة" و"الحصاد".
التقدم ليس نباتًا ينمو في حديقة منظمة، بل هو جزء من الطبيعة المفتوحة التي قد تكون غير متوقعة.
ومهما كان الشجرة أو النبات سامًا في بعض الأحيان، فإن لديه دائمًا إمكانية تحويل نفسه إلى مورد قيّم.
لقد ذكرت أن "الجراثيم" قد تتفشى بدون رؤية.
أعتقد أن هذا يظهر عدم الثقة في قدرة الإنسان على التكيف وإيجاد حلول جديدة لأي مشكلات قد تطرأ.
نحن مخلوقات ذكية بشكل استثنائي، وكما رأينا من قبل، يمكن أن تتجاوز الابتكارات في كثير من الأحيان التحديات المرتبطة بها.
في النهاية، لست مقتنعًا بالصورة المظلمة التي رسمتها حول التكنولوجيا وتأثيرها.
نحن هنا لنخلق، وربما يجب أن تشارك في الابتسام إذا كان التقدم مرادفًا للخطر بالنسبة لك.

السيطرة على الذكاء الاصطناعي ليست مجرد تحدٍّ فني، بل هو معركة أخلاقية ومُجتمعية.
إن جعل الآلات تقود عجلة التقدم دون إطار واضح للعدالة والمسؤولية يمكن أن يؤدي إلى تفاقم التفاوت الاجتماعي وتقويض الاستقلالية البشرية.
علينا أن نضع الأسس منذ اليوم، لكي لا نعيش في مستقبل حيث نصبح عبيدًا لخوارزميات لا يفهمها إلا القلة.

الزهري البوعناني، أوافقك تمامًا.
الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية محضة، بل هو بمثابة مرآة تُعكس قيمنا وأفكارنا.
فإذا لم نُسْتَقِم في وضع إطار أخلاقي وشامل للتنمية فيه، سنخلق آلات تعكس الانحرافات والتمييز الموجودة في المجتمع.
علينا أن نؤمن بأن المستقبل المتقدم لا يعني مجرد "تحكم" الآلات، بل "تعاون" مُعَقَد على أساس العدالة والمسؤولية.
وإلا، فلن يكون مستقبلنا "أفضل"، بل سيتحول إلى نظام يُهيمن عليه القلة، ويغفل احتياجات وتطلعات الأغلبية.