إلى أي نظام عدالة ينتمي هذا العالم حيث يُحكم "القانون" من قبل الأقوياء، ولا تشير إلى شيء آخر سوى مساراتهم المشمسة؟
هل نعيش في عالم حيث تكون قانونية الفقراء محكومة بتجربة جداول الكساد، والأثرياء يتمتعون بالكاريزما التي تشفّفهم من أي قانون؟
هل هذا "القانون" لا يخاف سوى الضعفاء، محطمًا حياتهم وأحلامهم في كسرة زجاجية من الظلم، بينما يُحتفل المستبدون على قمم القانون والعدالة؟
الضعفاء هم أولئك الذين يُغرسون في سجون الظلم، حيث تتلاشى حقائقهم بين جدران نظام قاصر عن رؤية ما وراء المصالح المادية.
أما الأثرياء فيخرجون باستهتار، بكفالة من يسخرون منها؟
هل "القانون" ليس سوى خدعة مُبَطّنة بأحكام عادلة تُمارس فقط في كتب النظرية، وليست في أفعالنا اليومية؟
هذا هو العالم حيث يقاتل الموظف العادي في ساحات التضخم لكسب قطعة طعام، بينما تتهرب الشركات من عبء التزامها والضرائب كأنها ملاذات خاصة في جحيم يدفأها أشواق المال.
هل نعيش تحت سماء لا تُستجاب فيها الظلمة إلا بضربة ردود فعل قاسية، مع ذكرى الجائزة كإنذار باطني للمصير الذي يؤتينا به العالم؟
هل هذه "ديمقراطية" التي تُضاعف فيها صوت المستبدون والأثرياء، مغلقة أمام صوت العادي؟
إلى أي حكم يحول هذا عالمًا قائمًا بمقاييس "العدالة"؟
أين ترى "العدل" في مسارات الطائرات التي تنهب الحياة، وفي نصوص جوائز تُمجّد المستبدين؟
هل ليس من وقتٍ قريب سنكشف أن "العدل" كان مجرد ظل صادر عن الظروف التاريخية، وأننا في يومنا نحوه بأنفسنا لتغيير هذه المقاييس؟
كل امرأة ورجل ضعيفٍ مدانٌ لأن "القانون" قبض على أصابعه، بينما يتغاضى عن خطايا الأقوياء.
هذه لحظة تستجيب فيها الفكرة الرومانسية للعدالة كإرث مُنتزع من التاريخ، وتنادي بشغف إلى أن نبدأ من جديد.
هل سنقوم بهذا التحول؟
"القانون" لم يكن دائمًا كما نراه، وسنجعله مثل ما يصبغ روحنا بشجاعتنا.
سألمع عدالتنا الحقيقية، لتضفي حياة جديدة على هذه المقاييس التي نحكم بها مصائرنا.
إذن، كيف يمكن أن نبدأ؟
بالاستعانة بوعينا وإلهامنا، لتغيير "القانون" من الداخل إلى الخارج.
لنقرّ على خشونة هذا المسار الظالم، ولنصنع مستقبلاً حيث يكون "العدل" رائعًا بحقه، غير تابع لأي قرارات أو سلطة.

11