هل نعتبر "الذكاء" هدفًا مطلقًا في سبيل النجاح، أم أنه فقط قشرة من عوامل تؤثر على تحديد المسارات التي نختارها في حياتنا؟
يُفترض بالذكاء دورًا محوريًا في الحصول على النجاح، ولكن هل تستطيع أن تبقى على قدم المساواة مع "التلاعب"؟
فكر في العالم حيث يُغلب الذكاء غالبًا على الأخلاق.
هل يمكن للأشخاص الحكماء أن يجدوا مكانهم بين المتسلطين البارعين في التلاعب، أولئك الذين تزدهروا من خلال استغلال فضائح الأخلاق وعجز الأنظمة الاجتماعية؟
هل يُستهان بالقدرات الفكرية لصالح المهارات في التلاعب والتمويه، مع تشكيل السلطة من قبل أولئك الذين يجرون على غير راضٍ بالأخلاق؟
تُبرز التاريخ العديد من الحقائق المحيرة حول مسألة "من يهيمن على العالم"، فكم هو جذري أن نجد قادة ومبتكرين ذوي أخلاق ساذجة يعطلون مسيرات كثير من المفكرون والأشخاص الذكياء؟
إلى هنا نتساءل، هل يُمثّل الباحثون عن حقائق جديدة والمرء القادر على إبداعات لا حصر لها في المجتمع مجرد ضحايا في سباق يسوده التلاعب والرشوة؟
لعل الإجابة تكمن في كيفية إعادة تعريفنا لـ "الذكاء"، متجاوزين حدود المحاور الرياضية أو القائمة على الخبرة، إلى شيء يشمل التفكير الأخلاقي وعمق الإصغاء للآخرين.
هل تستطيع المجتمعات أن تبدأ في احتضان "الذكاء" الأخلاقي كفاصلًا ينشئ فوارق واضحة بين أولئك الذين يُسعون لإثراء حياتهم على حساب غيرهم، وأولئك الذين يسعون لخلق فائدة مشتركة؟
فكّر في سياق المجتمع: هل نشيد بالأشخاص الذكياء الذين يظهرون قدرات جرافية على السلطة، أو نحتضن ونؤثّر في تطور مهارات الفكر التي لا تستخدم فقط لتحقيق النجاح بل لإحداث رحابة في المساعي البشرية؟
وأخيرًا، ندعو إلى مناقشة حول مستقبل "الذكاء": هل سنظل نروج لمفهوم يتحدى القيم الإنسانية أم نصطنع عصرًا جديدًا من المسؤولية والشمول حيث يُكرَّم الذكاء بجميع صوره كأداة للإبداع والتحسين، وليس مجرد سلاح في نزاع دائم؟

12 التعليقات