هل نبني مجتمعًا يخدم الروحانية والتكنولوجيا أم نسمح لأحدهما بالانغلاق على الآخر؟
في حين يُشاد بالتكنولوجيا كوسيلة للعبور من فضاء إلى فضاء، تحذرنا الروحانية من أن هذه الأمور قد تغرقنا في عالم من الطائرات بلا طيار والآلات دون روح.
يجب أن نتساءل: هل نصبح العبيد المطيعون لأجهزة الكمبيوتر، أم أنا غير قادر على التخلص من راحة حياتي المُعَزَّزة بالذكاء الاصطناعي؟
في مجتمع يسود فيه القلق والضغط، ليس كافيًا الانخراط في حوارات عصبية لحل المشكلات.
فإذا أُعطينا مساحة في نفسنا لتبرز الروح، هل سنجد فيها القوى للتغلب على شرور الاقتصاد الحديث؟
أم هل يكفي تناول دواء لتخدير ضعفنا مع التساؤل بأن "الجنة في المشروب"؟
إذا سعينا لتحقيق التوازن، فما هو الدور الذي نُخصصه لكل من تكنولوجيا وروحانية في صنع المستقبل؟
هل يمكن أن يشترك الأخلاق مع الإنجازات التقنية، أم سيظلان كفصيلتين لا تُسامح بوجودهما ضمن نفس النظام؟
والأهم من ذلك، هل يمكن لأدواتنا - سواء كانت معتقدات أو عواطف أو تكنولوجيا - أن تجتمع لتُبني جسرًا نعبره دون الخوف من فقدان هوية نحن؟
لتصبح مجتمعنا حقًا "أكثر استدامة وفعالية"، يجب ألا نسمح لشغفنا بأن يُطغى على إمكانياتنا أو العكس.
فهل سنتخذ خطوة نحو توليد حلول تستفيد من مزايا كلاهما، أم ستظل هذه الجهود في الوقت المناسب غير مُكثِّفة وغير قادرة على إحداث فعلٍ يدوم؟
في النهاية، ليس من شأن أحدهما أن يتغلب على الآخر.
فإذا كانت جهودنا ستُجدي نفعًا وستكون مدروسة بشكل صحيح، فلنحارب معًا لصالح المجتمع، عبر تقاسم الخطوط الفاصلة بين الإنسان وآلاته.

11