بدايةً، أود التعليق على تصور "أفنان القروي" للموضوع بأن نقاشنا سيكون حول مخاطر وفوائد التطور الكبير للذكاء الاصطناعي على سوق العمل.

يطرح السؤال الأساسي عما إذا كان هذا الخوف بشأن استبدال الوظائف حقيقي أم أنه مجرد هلع غير مبرر.

من منظور منطقي وتاريخي، شهد الإنسان طيلة التاريخ تغييرات كبيرة أدى إليها تقدم التقنية والتكنولوجيا.

لقد كانت الثورات الصناعية السابقة مثالاً واضحاً لتغير دور العمال البشريين واستحداث وظائف جديدة مع مرور الوقت.

ومع الذكاء الاصطناعي اليوم، قد يتحول التركيز نحو مهن تتطلب التفكير الإبداعي والإنساني مثل رعاية المرضى والعناية بالأطفال والفنون وغيرها مما يصعب تعميمه بواسطة الآلات.

لكن، يبقى الجزء الأكبر من الاهتمام هو كيفية تدريب المجتمع للعمل جنباً إلى جنب مع هذه الأدوات الجديدة بدلاً من محاربتها.

يجب أن تكون هناك سياسات واضحة لدعم التعليم المستمر وإعادة التدريب المهني لتحقيق الانتقال الناجح لسوق عمل مستقبلي قائم على تقنيات الذكاء الاصطناعي.

فلة بن مبارك، طرحتك لمؤشرات تاريخية هامة تعكس كيف أثرت التغيرات التقنية على سوق العمل.

صحيح أن النهضة الصناعية ساهمت في خلق فرص عمل جديدة رغم أنها ألغت البعض الآخر.

إلا أن الذكاء الاصطناعي يمثل تحدياً فريداً بسبب سرعة تقدمه المحتملة.

ربما ستصبح بعض المهارات البشرية أقل طلباً بسرعة أكبر مما حدث سابقاً، مما يتطلب تدخلاً سريعاً وواسع النطاق من الحكومات والمؤسسات التعليمية لضمان انتقال سلس للسكان العاملة.

فلة بن مبارك، إن وجهة نظرك حول أهمية التعليم المستمر لإعداد الأفراد لاستيعاب تقنيات الذكاء الاصطناعي هي نقطة أساسية للغاية.

ولكن، ما زلت قلق بشأن الجانب الإنساني لهذه العملية.

يمكن للأتمتة أن تؤدي إلى فقدان الهوية الشخصية والتعاطف في بعض المجالات الحيوية مثل التمريض ورعاية المسنين.

نحن بحاجة أيضًا إلى النظر في طرق للحفاظ على الكرامة والألفة الإنسانية حتى أثناء الاستفادة القصوى من القدرات التقنية الجديدة.