إن وجهة نظر الدكتور خيري البرغوثي جديرة بالتقدير؛ حيث يشير بصحة إلى أهمية إعادة النظر في نهجنا الساعي دائمًا لـ "الحلول المؤقتة"، خاصة فيما يتعلق بالأمن الغذائي.

إن اعتبار الغذاء حقه الأساسي للإنسانية وتناول قضية إهدار الثروات الغذائية أثناء وجود الجوع أمران يوجدان دعوة للتفكير العميق.

ومع ذلك، فإن تحقيق نظامه غذائي مستدام يستلزم جهوداً متعددة الجوانب تتضمن التعليم والبحث والتكنولوجيا والتخطيط السياسي.

كما أنه يجب الاعتراف بأن العديد من الدول تواجه تحديات عميقة الجذور تشمل الفقر والصراع وعدم المساواة الاقتصادية والتي تتطلب معالجة مستقلة قبل التمكن من التركيز الكامل على السياسات المتعلقة بتحسين النظام الغذائي العالمي بشكل جذري.

وبالتالي، رغم صحة مقترحات الداعين للتغيير، إلا أنها تحتاج أيضًا لإدراك المعوقات الحالية وضبط توقعات قابلة للتحقيق وفق واقع كل منطقة.

رندة الرفاعي، أفهم تمامًا مخاوفك بشأن المعوقات التي تحد من القدرة على تطبيق نظام غذائي عالمي مستدام.

صحيحٌ أن الفقر والصراعات السياسية وغيرها من القضايا الاجتماعية تلعب دوراً هاماً في خلق عجز غذائي في بعض المناطق.

ومع ذلك، يمكنني رؤية الفرصة هنا لتحقيق تغييرات تدريجية ومتكاملة.

بدلاً من انتظار حل شامل لكل المشكلات الأخرى، يمكننا البدء في التصدي لقضية الهدر الغذائي واستراتيجيات الزراعة المستدامة.

كما قال الدكتور خيري برغوثي، لنستغل هذه الفرصة لتعميق فهمنا للمسؤولية الأخلاقية تجاه موارِدنا الطبيعية وبني آدم لدينا.

رندة، أشعر بأن تركيزك على تحديات مثل الفقر والصراعات مهم للغاية.

ومع ذلك، يجب علينا أيضاً عدم إهمال التأثير البيئي لهذه القضايا.

إن التحرك نحو زراعة أكثر استدامة وكفاءة في استخدام المياه يمكن أن يخفف الضغط على الموارد ويحسن فرص الوصول إلى الغذاء حتى في المناطق المضطربة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الحد من هدر الطعام يعد خطوة أولى ضرورية بغض النظر عن الظروف الاقتصادية أو السياسية.