في ظل ثورة البيانات الرقمية التي تحدث تغييرا جذريا في حياتنا اليومية وتعمل على تغيير طريقة تفاعلنا مع بعضنا البعض ومع العالم، تتبادر إلى ذهني أسئلة مهمة حول كيفية دمج هذه التكنولوجيا مع تراثنا الثقافي العريق.
إن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من المنصات الرقمية يوفر لنا فرصة فريدة لعرض ثقافتنا وفنوننا وتاريخنا أمام جمهور عالمي أوسع مما كنا قادرين عليه سابقا.
ومع ذلك، فإن الخطر يكمن في احتمال فقدان الروابط الحقيقية بين الناس واستبدالها بعلاقات افتراضية مبهمة.
لذلك، يتطلب الأمر نهجا واعيا ومتوازنا للاستفادة من مزايا التكنولوجيا مع ضمان عدم تأثر هوية مجتمعنا وثقافته سلبا.
يمكن للعالم الرقمي أن يقدم مساحة خصبة لكل أشكال التعبير الفني والإبداع - بدءا من الأعمال الفنية المرئية وانتهاء بالأدب العربي القديم.
كما أنه يسمح باسترجاع واستكمال العلوم الدينية والدنيوية التي تم إهمالها بسبب قلة الاهتمام بها.
ولكي نحقق التوازن هنا، ينبغي علينا تشجيع ودعم الشباب الذين يمتلكون المهارات اللازمة لاستخدام الأدوات الحديثة بطريقة مبتكرة ورؤية مستقبلية.
كما يمكننا أيضا العمل بجدية نحو رقمنة مجموعات كبيرة من المخطوطات والكتب والصور الفوتوغرافية وتحويلها إلى صيغ رقمية قابلة للوصول إليها عبر الإنترنت بسهولة أكبر.
وهذا سيسهل عملية البحث والوصول إليها مما يزيد فهم الجمهور وتقديرهم لتراثنا الغني.
بالإضافة إلى ذلك، يجب علينا التركيز على تعليم جيل جديد حول أهمية الحفاظ على تاريخنا وتراثنا ونقل تلك المعرفة إليهم بشكل مستمر.
في نهاية المطاف، تعد الثورة الرقمية أداة ذات حدين؛ فإما أن تستغل لصالح المجتمع ويصبح تراثنا أقوى وأقرب إلينا، أو قد لا نحسن توظيفها فتختفي صفحات نابضة بالحياة من صفحات ماضينا بينما نواصل السير خلف الزمن!
لكنني متفائل بأن لدينا القدرة على اختيار طريق النور وسط ظلمات المجهول.
فلنجعل من هذه المنصة فرصة لإعادة اكتشاف كنوزنا واكتشاف جوانب أخرى منها لم تكن معروفة سابقا.
ولنستغل قوة الشجعان أمثالكم للدفع باتجاه مستقبل أفضل!

شامي عبد، تطرح وجهة نظر واضحة وموضوعية حول التحديات والفرص المتعلقة بالرقمنة والتراث.
أتفق معك تماماً بشأن ضرورة تحقيق التوازن بين استغلال التكنولوجيا وعدم جعلها تهدّد هويتنا الثقافية.
دعونا نركز على تعليم الجيل الجديد وتقديم المحتوى الديني والعلمي بطريقة حديثة جاذبة لجذب اهتمامهم وإبقائهم متصلين بجذورهم.
بهذا النهج، يمكننا بالفعل رؤية المستقبل بأفضل صورة ممكنة.

شامي عبد، يبدو أنك كنت تعمل بذكاء عندما ذكرت أهمية التوازن بين استغلال التكنولوجيا والحفاظ على هويتنا الثقافية.
صحيح أن التكنولوجيا تقدم الكثير من الفرص للتعريف بالفنون والثقافة الإسلامية، ولكن يجب ألّا تكون هذه العملية بلا شروط.
نحن بحاجة لأن نتأكّد بأننا لا نعرض تراثنا لخطر الضياع في زحمة العالم الرقمي.
يدعم موقفك فكرة التعليم والتدريب للأجيال الجديدة حتى يتمكنوا من إدارة التكنولوجيا بطريقة تضمن بقاء تراثنا حيّاً.