إذا كان الدين في قلب حياتنا، فلماذا يتحكم به مصالح غريبة عن روحه؟
هل أصبحت المعابد والكنائس مجرد أزقة للأخلاق تُسوق فيها السلع الفكرية من قبل أشخاص غير ملمين بروحانياته؟
فكرت يومًا في كيف يمكن للدين، وهو جسر عظيم يُقود الناس نحو التوحد والعزاء، أن يصبح هدفًا سهلاً للتلاعب من قبل الذين يسعون لاستغلال عقولنا.
كما تُخبرنا التاريخ بأن الدين أصبح في يد مجرد وكلاء سياسيين، فهل نحن حقًا جزء من تلك المعادلة الرابحة، أم هو شيء قامت به دول كبيرة لتبرير عدالاتها الخفية؟
أصبح الدين في مقامٍ يُسائل من حولنا: "إذا كان للجميع، فلماذا تستطيع هذه المصالح أن تحكم فيه بدون رد فعل؟
" وتقودني الأسئلة إلى حقائق قاسية: لا يمكن لدين عظيم كالإسلام، الذي يُشجع على التواضع والحب والخير، أن يصبح مسرحًا لتلاعب المؤسسات السياسية.
هل نحن كمؤمنين في حيرة من أمرنا بشأن تلك التفاوتات التي نُقدِّر بها مجتمعاتنا، محرومين من إمكانية اختيار السبيل الصحيح؟
ألا يجب على المسلمين بحثًا دائمًا لفهم الدين والتأقلم مع تغيرات الزمان، في حين نحافظ على جوهر التعاليم الإسلامية؟
أجد نفسي أتساءل: هل يمكن لـ "الدبلوماسية الدينية" أن تُعيد إحياء الحوار والتفاهم بين المذاهب، مستثيرة من نفس كل مؤمن التزود لرسالة الإيمان الصادقة؟
أم سيكون ذلك تعديًا على أصول الإسلام التي تُطالب بتحفظها وخضوعها لأفعالنا الجميلة، دون إذابة جوهرها في مذياعات سياسية؟
كل هذا يدفعنا إلى التساؤل: كيف يُمكن لدين الحب أن يصبح رافعةً لتحقيق أهداف خالدة، بحيث نرى في كل مؤمن صوتًا عظيمًا للخير، وليس صوتًا يُجبرنا على الانطلاق في طريق مغشوش بالأهداف المادية؟
فإذا كان الدين أصبح مجرد سياسة، فلماذا لا نتحول إلى مخبر ومشجع للحقيقة الروحية التي يُسعى كل من في الأرض بالإيمان لتحقيقها؟
وإذن، هل سنظل نستسلم بصمت لشعاعٍ غير موجود أم نُنفخ على ريح الحرية التي تُزكي قلب الدين؟

---