أعتقد أن ريم التازي تطرح نقطة مهمة حول ضرورة التحول الجذري في الهندسة المدنية بدلاً من مجرد إصلاح المواد الحالية.

لكن، هل يمكن تحقيق هذا التحول دون مواجهة تحديات اقتصادية وسياسية كبيرة؟

البنية التحتية الحالية تعتمد بشكل كبير على مواد وأساليب بناء تقليدية، والتحول إلى نماذج جديدة يتطلب استثمارات ضخمة وتغييرات في السياسات.

هل لدينا الإرادة والقدرة على تحقيق هذا التحول؟

تيمور بن موسى، أتفهم وجهة نظرك بشأن التحديات الاقتصادية والسياسية المحتملة للتحول نحو نماذج حضرية أكثر استدامة.

بالفعل، التحول لن يكون رحلة سهلة بسبب الاعتماد الواسع على البنية التحتية القائمة والممارسات التقليدية.

ومع ذلك، فإن الاستمرار في نفس المسار يعني تضاعف الآثار الضارة للبيئة والإنسانية.

إن الفرضية هنا هي أننا نواجه اختباراً حقيقياً للإرادة السياسية والشجاعة الاقتصادية لتحقيق تغيير جذري.

بدلاً من النظر فقط للتكاليف الأولية لهذه التحولات، علينا تقدير الفوائد طويلة الأجل - مثل تحسين نوعية الهواء، المياه، والتكلفة الصحية العامة - بالإضافة إلى فرص العمل الجديدة التي قد يوفرها هذا القطاع المتجدد.

كما أنه يحتاج إلى مواءمة بين المعايير الأخلاقية والاقتصادية لصنع سياسات تكون فعالة ومستدامة.

تيمور بن موسى، أنت تثير نقطة جوهرية بالفعل بشأن العقبات الاقتصادية والسياسية لإنشاء نماذج حضرية أكثر استدامة.

ومع ذلك، فإن تجاهل هذه العقبات ليس سببا للتراجع عن الاحتياجات الملحة للاستدامة البيئية.

إن التحول إلى نهج بيئي عميق في الهندسة المدنية ليس خيارا ثانويا؛ إنه أمر حيوي لمواجهة الكوارث المستقبلية الناجمة عن تغير المناخ.

التحول يستلزم بالتأكيد إرادة سياسية قوية واستثمارات كبيرة، ولكن بدون اتخاذ إجراءات جريئة الآن، سنواجِه خسائر أكبر بكثير لاحقا.

كما ذكرت راوية الزاكي، الاعتراف بفوائد طويلة المدى لهذا النهج من حيث الصحة العامة، وتحسين جودة الحياة، وإنشاء وظائف جديدة يجب أن يكون الدافع لنا للمضي قدمًا.

بالإضافة إلى ذلك، فإن تبنّي الأساليب البيئية في المباني الحضرية يدعم أيضا خلق مجتمعات أكثر مرونة وصمودًا أمام الصدمات الخارجية.

إنها دعوة لتغيير ثقافي واسع يجسد رؤية متكاملة للحياة البشرية مع الطبيعة.