أحيانًا يُفهم الإعلام كنظام طبيعي لتبادل المعلومات، لكن في الواقع هو قوة تشكيلية مسؤولة عن خلق وتشكيل الواقع الذي نعيشه.
إذا استمرنا في التحدث فقط عن أخلاقيات الإعلام، فإننا سنفشل في تحدي المصالح وراء هذه الأخلاقيات نفسها.
يجب أن نتحول من مواجهة "كيف" لنقدم المعلومات إلى مواجهة "لماذا".
إلغاء تأثير الإعلام لا يكمن في تنظيمه أو من خلال التشريعات، بل في استعادة سيطرتنا الفردية على كيفية فهمنا وتفسيرنا للمعلومات المقدمة.
يجب أن نصبح مستخدمين نشطين، بدلاً من غرض سلبي.
إذا قمنا بتحدي الأساليب التي تُعزز بها المواد الترفيهية والإثارة، فقد نكشف عن الحاجة الملحة لانقطاع دورة الإباحية والأخبار المبسطة.
بدلاً من طلب مزيد من "الإيجابية"، يمكن أن نستفسر: هل المعلومات التي تُقدَّم لنا تخدم المصالح الأخلاقية أم تعزز سباقًا غير صادق إلى الانتباه؟
فكر في هذا: ماذا يحدث عندما نشجع فقط المحتوى الإيجابي دون سياق أو تفسير لأخطائنا؟
أليس من خلال هذه التبسيطات نستسلم بلا وعي للنظام نفسه الذي يضغط علينا؟
يجب أن تتحول مسؤولية الإعلام من فرض قوانين صارمة إلى تشجيع التفكير المستقل والنقدي.
لن يفيد إصلاح "الأخبار" أو "الترفيه" إذا بقي الجمهور في دور مستهلك سلبي.
كوسطاء، نحن في خط مباشر لتغيير السرديات التي تُنشأ حولنا.
السؤال المطروح: هل يمكن أن يصبح الإعلام وسيلة لتعزيز الوعي الذاتي والجماعي بدلاً من تعزيز مضايقة موجهة؟
أغرية التفكير خارج هذا الحلق يستدعي إعادة تقييم دورنا في نشر وتبني المعلومات.
أي نمط سائد من عروض الإعلام قد لا يكون خطأه أنه يُفرغ، بل إنه فرصة للتحول.
دعونا نتجاوز المسؤولية لمقدمي المحتوى ونبدأ في تشكيل الإعلام كما يستحق.
فكروا: ماذا يعني هذا التغيير لديناميات السلطة والخصوصية؟
إلى أي مدى نبقى ساهرين على قوتنا في تحديد محتوى "ما يستحق" الانتباه؟
لا تكمل هذا المقال بإجابة، ولكن بطرح سؤال حاسم: كيف نستعيد السلطة من خلال إعادة تشكيل معاملتنا للإعلام - نحو التفكير المستقل والجهود المبذولة لخلق سرديات ذات مغزى؟

#بالإشارة #المعلومات #التشريعات #نقدي

---